نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 151
ثانيا ــ الأهداف الداعية للتأسيس:
عرفنا في الفصل السابق أن الإجماع يكاد ينعقد على اعتبار الشيخين عبد الحميد بن باديس والإبراهيمي هما المؤسسان الحقيقيان للجمعية، وعرفنا أن المؤسس الحقيقي هو الذي يحق له أن يضع أهدافها، ويخطط برنامجها.
وعلى ضوء ذلك نبحث هنا عن الأهداف الحقيقية التي كانت وراء دعوتهما لتأسيس الجمعية.
وقد ذكر الإبراهيمي بتفصيل مهم جدا هذه الأهداف، وأنواع المشاريع التي كان يمكن أن تقوم الجمعية على أساسها ولتحقيقها، وكيف اختارت بعد ذلك الجمعية المنهج الذي ظهرت به، والذي به حصل الصراع الشديد بينها وبين الطرق الصوفية بسببه.
ونحب أن نلخص هنا ما ذكره لأهميته القصوى، فهو يرينا المدى الذي تريد الجمعية أن تذهب إليه في صراعها مع الطرق الصوفية.
فقد كتب تحت عنوان (نشوء الحركة الإصلاحية في الجزائر)[219] يذكر أن الأوساط الإصلاحية في ذلك العهد كان يتجاذبها رأيان يلتقيان في المقصد وبختلفان في المظهر العملي للإصلاح وكيف يكون؟
أما أولهما، فيرى (صرف القوّة كلها وتوجيه جهود متضافرة إلى التعليم المثمر، وتكوين طائفة جديدة منسجمة التعليم مطبوعة بالطابع الإصلاحي علمًا وعملًا، مسلحة بالأدلة، مدربة على أساليب الدعوة الإسلامية والخطابة العربية، حتى إذا كثر سواد هذه الطائفة وكان منها الخطيب ومنها الكاتب ومنها الشاعر ومنها الواعظ ومنها الداعي المتجول، استخدمت في الحملة على الباطل والبدع على ثقة بالفوز)[220]