نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 149
حرصا على سمعة الجمعية، فقد تعرض مامي إسماعيل[213] رئيس تحرير جريدة النجاح[214]، وهو لا يقل في مكانتة العلمية عن أي عضو من أعضاء الجمعية، بل كان في يوم من الأيام من المؤيدين لها، لكنه بسبب مخالفته للجمعية في منهجها تعرض لضرب شديد من قبل الشيخ أحمد بوشمال[215]، وقد سجل الشيخ حماني هذا الحادث مثنيا عليه، فقال: (وبلغ بالسيد مامي — عفا الله عنه — أن صار يسخر بالشيخ ابن باديس ويخترع على لسانه محاورات، فبلغ السيل الزبا، واشتد غيض الشهيد أحمد بوشمال ولم يملك نفسه ذات يوم في 1938م، أن ارتمى عليه في نهج تجاري مزدحم وأعطاه (طريحة); أي ضربة كانت كافية لكفه النهائي عن التعرض لشخصية الشيخ ابن باديس بسوء حتى مات رحمه الله)[216]
[213] هو مامي إسماعيل بن علاوة بن عبدي، وغالبا ما يلقب &qعلیهالسلامot;ابن عبدي&qعلیهالسلامot;، ولد بقسنطينة في 18 أكتوبر 1899م وتعلم في مسجدها على يد شيوخ أجلاء أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس ثم شد الرحال إلى تونس وبالضبط في جامع الزيتونة، إلا أنه غادره بسرعة ولم يتمم دراسته، وأثناء عودته اتصل بالشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي واشترك معه في العمل بجريدة النجاح فكان رئيس تحريرها، ثم مدير مطبعتها ومكتبتها، وكان كثير الترحال تارة مكلفا من قبل مدير الجريدة لترويج الجريدة وجمع الاشتراكات، وتارة مشاركا في ملتقيات لرؤساء الزوايا أو أثناء الاحتفالات الدينية المختلفة كالمولد النبوي الشريف، عاشوراء، أول محرم الخ .. وقد اتسع نطاق الجريدة بفضل رحلاته الكثيرة والتي كانت تدوم لفترات طويلة (انظر: محمد ناصر; المرجع السابق، ص33)
[214] وكان قد تعرض قبلها لمحاولة اغتيال في أم البواقي يوم03 سبتمبر سنة 1930، ولكن بما أنه كان حينها مؤيد للجمعية أدين الاعتداء عليه في مجلة الشهاب، تحت عنوان &qعلیهالسلامot; اعتداء فظيع وتوحش شنيع &qعلیهالسلامot; (قسم التحرير ; اعتداء فضيع وتوحش شنيع، الشهاب، المجلد 6، يوم أكتوبر 1930، ص 573)
[215] أحمد بوشمال (1899 - 1958م)، ولد بمدينة قسنطينة وبها حفظ القرآن الكريم بجامع سيدي ياسمين بالقرب من رحبة الصوف ثم اشتغل بصناعة الأحذية، وكان يحضر دروس الشيخ عبد الحميد بن باديس ولازمه ملازمة شديدة. ولما أزمع الشيخ ابن باديس تأسيس الصحافة الإسلامية العربية الحرة تبرع له أحمد بوشمال بمحله التجاري ليكون مقر المطبعة الإسلامية الجزائرية. وصار هو مدير أعمال، وصاحب الامتياز لصحف الجمعية، وجمعية التربية والتعليم بقسنطينة .. انظر: أحمد حماني، صراع بين السنة والبدعة، ج 2، ص 270.