نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60
أما
ما يعتبره الكثير من الناس أذية مثل الغيبة والسب ونحوها، فإن الغزالي يقول في ذلك:
(لو تركت الحسبة بلوم لائم، أو باغتياب فاسق أو شتمه أو تعنيفه أو سقوط المنزلة عن
قلبه وقلب أمثاله لم يكن للحسبة وجوب أصلا) [1]
ثم يعقب على ذلك بقاعدته
في عموم الحسبة، وهي: (وقد دلت العمومات على تأكد وجوب الحسبة، وعظم الخطر في السكوت
عنها ؛ فلا يقابله إلا ما عظم في الدين خطره ؛ والمال والنفس والمروءة قد ظهر في الشرع
خطرها، فأما مزايا الجـاه ودرجـات التجمل وطلب ثناء الخلق فكل ذلك لا خطر له)[2].
وهذا كله إن كان المكروه متعلقا به، أما إن كان عارضا لغيره فهو دفع لمنكر
يفضي إلى منكر آخر، وهو لا يجوز، فيسقط عنه الوجوب لذلك.
العجز عن التأثير:
والغزالي يعتبره، مستدلا
بأن مقصد الشارع من الأمر بالصلاح هو حصول الصلاح؛ فإن تيقن المصلح عدم جدوى إصلاحه
رخص له في السكوت [3].
ويظهر أن مراد الغزالي بحصول المقاصد لا يعني حصولها في الحين، فإن ذلك لا
يمكن كل حين، وقد قص الله تعالى علينا في القرآن الكريم دعوات الأنبياء ـ عليهم السلام
ـ وإلحاحهم مع صدود أقوامهم وتكبرهم.
بعد هذا البيان لأقسام العجز، وحكم كل قسم؛ فإنه يحصل من اعتبار القسمين الأخيرين
أربعة صور: