نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59
والغزالي يرى أن الناس قد حملوا هذه
النصوص ما لا تحتمل وخاصة في مجال الحسبة، حتى أن البعض قد يكره كلمة تسيء إليه، فيظن
أن ذلك كاف لسكوته عن المنكر[1]، ولذلك يقسم العجز إلى ثلاثة
أنواع:
العجز الحسي:
وهو أن تعتري المكلف آفة تمنعه عن الإصلاح باليد أو باللسان أو بالانتقال
إلى محل الفساد لإصلاحه، وذلك يسقط عنه وجوب الحسبة، وعليه تفسر الآيات، ولكنه يبقى
مطالبا بحسبة القلب، وهي تغيره عند رؤية المنكر، وينقل الغزالي في ذلك عن ابن مسعود
قوله: (جاهدوا الكفار بأيديكم، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا)
[2].
خوف المكروه:
وله عند الغزالي ضابطان:
طريق العلم به: وذلك إما أن يكون عن تحقق أو عن شك وتوهم، والغزالي يشترط أن
يكون ناتجا عن علم أو ظن غالب، ولا يكفي فيه مجرد الشك أو التوهم.
تحديد المكروه: ويرى
أن التعويل فيه على اعتدال الطبع وسلامة العقل والمزاج، أما من فسد مزاجه، وخرج عن
حد الاعتدال، فلا عبرة بتحديده؛ فإن الجبان ضعيف القلب يرى البعيد قريبا حتى كأنه يشاهده،
ويرتاع منه، والمتهور يبعد وقوع المكروه بحكم ما جبل عليه من حسن الأمل وكلاهما نقصان،
(وإنما الكمال في الاعتدال الذي يعبر عنه بالشجاعة) [3]