نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237
ولأهله، وكل ما يتعلق به، وينقل الغزالي
عن محمد بن يوسف الأصبهاني [1] هذه
الصورة الجميلة للأخ المؤمن: (أين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقتسمون ميراثك، ويتنعمون
بما خلفت، وهو منفرد لحزنك، مهتم بما قدمت وما صرت إليه، يدعو لك في ظلمة الليل، وأنت
تحت أطباق الثرى)[2]
التسامح:
كما أن الجانب الإيماني من الأخوة يحفظ بالتناصح، وجانب الترابط وتوثيق العلاقة
يوطد بالتآلف، فإن دوام الأخوة يقتضي التسامح والعفو وسعة الصدر فيما يعرض للأخوة من
أزمات تريد فك أواصرها، ويذكر الغزالي لذلك موقفين كلاهما يساهم في تحقيق معنى التسامح
بين المؤمنين، هما:
1.
الاحتمال وسعة الصدر
والتماس الأعذار القريبة أو البعيدة، وينقل الغزالي في هذا المعنى قول بعضهم:
(ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذرا، فلا تقبله، فأنت المعيب لا أخوك)[3]
2.
قبول الاعتذار من الأخ مع عدم تعنيفه، فإن لم يتحقق بذلك فقد
ورد الوعيد الشديد في بيان إثم ذلك، زيادة على دلالته على قساوة القلب، فإن القلوب
المؤمنة رقيقة سمحة لا تحمل الأحقاد.
ولا يتعلق التسامح عند الغزالي بجانب
العلاقة الأخوية فقط، بل يتعداه إلى الجانب الديني نفسه الذي قامت على أساسه الأخوة،
فالغزالي يرى أن عقد الأخوة بين المؤمنين
[1] هو أبو عبد الله محمد بن يوسف البناء، كان من المتديينين
الأتقياء، كتب الحديث، توفي سنة 286ه، انظر ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج2، ص294.