نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 212
هما
كما يعبر الغزالي: (معجون العلم والعمل)[1]، لا يغني أحدهما عن الآخر.
أ ـ المنهج العلمي:
بناء
على إدراكنا لتصور الغزالي للنفس الإنسانية، فإن الصراع فيها على الصعيد الفكري دائم
بين الحق والباطل، فقلب الإنسان ـ كما يصوره الغزالي ـ مثل قبة مضروبة تنصب إليها الأحوال
من كل باب، أو هو كهدف ترمى عليه السهام من كل جانب، وبالنسبة لمثال المرآة، هو كمرآة
منصوبة تجتاز عليها أصناف الصور المختلفة، فتتراءى فيها صورة بعد صورة، ولا تخلو عنها
الصور أبدا[2].
وبما أن القوة المحركة ـ كما عرفنا من قبل ـ تخضع لتأثير القوى المدركة فإن
لتلك الصور والآثار دورها السلوكي، فالخيالات الحاصلة في النفس ـ مثلاـ تبقى، وينتقل
الخيال من شيء إلى شيء آخر، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال آخر.
ولكن أهم تلك الآثار وأخطرها في نفس الوقت هي (الخواطر) ويعني بها الغزالي
ما تدركه النفس، إما على سبيل التجدد أو على سبيل التذكر، فالخاطر هو الذي يحرك الرغبة،
والرغبة تحرك العزم، والعزم يحرك النية [3].
وتلك الخواطر تنقسم إلى مايدعو للخير والصدق والحق، وتسمى إلهاما، ويسمى الداعي
إليها ملكا، ويسمى اللطف الرباني الذي يتهيأ به القلب لذلك توفيقا، أولى إلى ما يدعو
إلى الشر والكذب والباطل، ويسمى وسواسا، ويسمى الداعي إليها شيطانا، ويسمى الاستعداد
له إغواء وخذلانا.
والغزالي يستند في تصويره للتنازع الدائم
بين الإلهام والوسواس لقوله تعالى: