نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 211
فرسه ينبعث تحته منقادا، ولا كلبه يسترسل
بإشارته مطيعا، فهو خليق بأن يعطب فضلا عن أن ينال مطلبه)[1]
ثم يشرح هذا المثال بأن خرق الفارس هو جهله وقلة حكمته وضعف بصيرته، وجماح
الفرس هو غلبة الشهوة، وعقر الكلب هو غلبة الغضب واستيلائه.
ولعل الغزالي يقصد بالصيد في هذا المثال هو تلك المعارف الإلهية، لأنها المقصد
الأصلي من السلوك التطهيري، وللغزالي في ذلك مثال يكثر من استعماله، هو تشبيه القلب
الإنساني بالمرآة، وبما أن من أسباب عدم انكشاف الصوة في المرآة الكدورة والخبث والصدأ
العالق بها، فكذلك قلب الإنسان لا تتجلى فيه صور الحق مادام ملطخا بأرجاس المعاصي والذنوب،
يقول في ذلك: (فالقلب في حكم المرآة، قد اكتنفته هذه الأمور المؤثرة فيه، أما الآثار
المحمودة فإنها تزيد مرآة القلب جلاء وإشراقا حتى يتلألأ فيه جلية الحق، وينكشف فيه
حقيقة الأمر المطلوب في الدين، وأما الآثار المذمومة فإنها مثل دخان مظلم يتصاعد إلى
مرآة القلب، ولا يزال يتراكم عليه إلى أن يسود ويظلم، ويصير بالكلية محجوبا عن الله
تعالى)[2]
ويمكن تلخيص تصور الغزالي للتزكية ـ انطلاقا مما سبق ـ بأنها الطريق
الذي يسلكه المؤمن لتحقيق الكمال المطاق، وذلك الطريق كما يراه الغزالي صعب ومجهد،
فكلما عز المطلوب وشرف صعب مسلكه، وبعدت غايته وكثرت عقباته[3].
2 ـ منهج التزكية:
ينحصر
منهج التزكية عند الغزالي في سبيلين، لا تتحقق التزكية إلا باجتماعها معا،