نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 170
في
ثلاثة منها، وبدعهم في الباقي، (وأما ما وراء ذلك من نفيهم الصفات، وقولهم: إنه عليم
بالذات، وما يجري مجراه، فمذهبهم فيها قريب من مذهب المعتزلة، ولا يجب تكفير المعتزلة
بمثل ذلك)[1]
وقد خص كتابه (تهافت الفلاسفة) بنقض تلك المسائل العشرين، ومن استقراء منهجه
في النقد يمكن استخراج الكثير من القواعد المهيئة لملكة المناظرة، ولعل ذلك داخل ـ
أيضا ـ في قصد الغزالي.
بعد هذا التقسيم لا يرى الغزالي حرجا أن يستفيد اللبيب من كل علومهم ما عدا
ما عارض الشرع منها، لأن معرفة الحق مطلب كل عاقل، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو
أحق بها.
وهو ينكر على من يرد عليهم بمجرد كونهم فلاسفة، ويشبه ذلك بالذي يسمع من النصراني
قول: (لا إله إلا الله عيسى رسول الله) فينكره، ويقول: هذا كلام نصراني، ولا يتوقف
ريثما يتأمل أن النصراني كافر باعتبار هذا القول أو باعتبار إنكار نبوة محمد a [2].
وبسبب هذا الفكر المتفتح المنتقي استفاد الغزالي من الفلاسفة، وضمن ذلك كتبه
بعد مزجه بالنصوص الشرعية، أو بعد أسلمته، وقد لاقى بسبب ذلك النقد اللاذع من كثير
من الطاعنين، كقول ابن العربي المالكي: (إن شيخنا هذا [الغزالي] دخل بطون الفلاسفة
ثم أراد أن يخرج فما قدر) [3]
وقد حصل له ذلك الاعتراض في حياته، فقال
مجيبا: (ولقد اعترض على بعض