نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
الكلمات في تصانيفنا في أسرار علوم الدين
طائفة من الذين لم تستحكم في العلوم سرائرهم، ولم تنفتح إلى أقصى غايات المذاهب بصائرهم،
وزعمت أن تلك الكلمات من كلمات الأوائل، مع أن بعضها من مولدات الخواطر، ولا يبعد أن
يقع الحافر على الحافر، وبعضها يوجد في الكتب الشرعية، وأكثرها موجود معتاد في كتب
الصوفية) [1].
ثم يعقب على ذلك منكرا: (وهب أنها لا توجد إلا في كتبهم، فإذا كان ذلك الكلام
معقولا في نفسه مؤيدا بالبرهان، ولم يكن على مخالفة الكتاب والسنة، فلم ينبغي أن يهجر
وينكر؟) [2]
وقد كان لهذا السلوك العلمي الموضوعي نحو الفلسفة وكل الأفكار الدخيلة أثره
الإيجابي، حيث أن حملة الغزالي على الفلسفة ـ كما يشهد الكثير من الباحثين ـ لم تكن
إلا المرحلة الأخيرة من النزاع بين الدين والفلسفة، والتي انتهت بفوز الدين وتقلص جميع
الحركات التي كانت تأخذ من الفكر اليوناني بطرف كالمعتزلة وغيرهم[3].
وقد نص على هذا التأثير من معاصري الغزالي ابن العربي في قوله: (.. فانتدبت للرد عليهم [الفلاسفة
] بلغتهم ومكافحتهم بسلاحهم والنقض عليهم بأدلتهم أبو حامد الغزالي، فأجاد فيما أفاد،
وأبدع في ذلك كما أراد الله وأراد، وبلغ في فضيحتهم المراد، فأفسد قولهم من قولهم وذبح
بمداهم) [4]
أما كتاب (تهافت التهافت) الذي ألفه
بن رشد بعد ذلك، فقد كان مجرد دفاع عن