نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
الفلسفية من الدقة والوثوق مثل العلوم
الرياضية، (فيكفر يالتقليد المحض) [1]؛ وليس
في هذا التحذير من الغزالي إلا تنبيه للسبيل الانتقائي الذي اختاره وبنى عليه مواقفه[2].
العلوم المنطقية:
وتتعلق بالنظر في طرق الأدلة والمقاييس وشروط مقدمات البرهان وكيفية تركيبها،
ولا يتعلق شيء منها بالدين ـ في رأي الغزالي ـ إلا ما حشيت به من أمثلة تتناقض وتتعارض
مع الأصول الدينية، ولأجل ذلك ألف الغزالي كتبه المنطقية، كمعيار العلم وغيره، وحشاها
بدلا من ذلك بالأمثلة الفقهية.
العلوم الطبيعية:
وتشمل في مدلولها القديم الطب والكيمياء والفلك وغيرها، ويرى الغزالي عدم
تعرضها للدين، ولذلك لا ينبغي مخالفتهم في شيء منها إلا بما هدى إليه الدليل العلمي.
ولكنه مع ذلك ينبه إلى قضية مهمة، وكأنه يدعو من خلالها إلى أسلمة هذه العلوم،
فهي إلحادية من حيث جعلها الطبيعة فاعلة بذاتها، ولذلك يجب أثناء مطالعة هذه العلوم
(أن تعلم أن الطبيعة مسخرة لله تعالى، ولا تعمل بنفسها، بل هي مستعملة من جهة فاطرها،
والشمس والقمر والنجوم والطبائع مسخرات بأمره، لا فعل لشيء منها لذاته) [3]
[2]
وهذا خلافا لما رآه د. محمد عابد الجابري من أن الغزالي لم يكن بريئا في موقفه من
الرياضيات، وأن الغرض من ذلك هو التأليب على الباطنية فقط باعتبارهم تبنوا
الفيثاغورية، ونزعتها الرياضية أساسا لفلسفتهم الدينية، (محمد عابد الجابري، بنية
العقل العربي،ط3،بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية 1990 ص491) لأن الغزالي بنى
موقفه على اختبار ميداني نص عليه بقوله: (فقل من يخوض فيها (الرياضيات) إلا وينخلع
من الدين وينحل عن رأسه لحام التقوى) انظر: المنقذ من الضلال ص102.