نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 166
لا ترجع ـ كما رأينا ـ إلى براهين عقلية،
أو حجج منطقية، وإنما هو حالة من الانبهار الساذج، والتأثر العاطفي الذي لا يحكمه العقل،
ولا يستند إلى الحجة.
ج ـ تيار الانتقاء:
ولعل أحسن من يمثل هذا التيار هو الغزالي نفسه، فقد وقف من الثقافات الأجنبية
فلسفية أو باطنية أو (إخوان الصفا) أو غيرهم موقف المحاور والمهاجم والمتعلم في نفس
الوقت.
وقد أثار ذلك الغرابة في
كثير من الباحثين، بل حتى من الفلاسفة القدماء كابن رشد الذي يقول عن الغزالي: (أفيجوز
لمن استفاد من كتبهم [أي الفلاسفة]وتعاليمهم مقدار ما استفاد هو منها، حتى فاق أهل
زمانه، وعظم في ملة الإسلام صيته وذكره أن يقول فيهم هذا القول، وأن يصرح بذمهم على
الإطلاق وذم علومهم؟)[1]
وبناء على هذا الأساس قسم الغزالي علوم الفلاسفة إلى ستة أقسام مبينا حكم
كل قسم،وهذه الأقسام هي:
العلوم الرياضية:
وتتعلق بعلم الحساب والهندسة، وعلم هيئة العالم، وحكمها كما يقرر الغزالي
أنه (لا يتعلق شيء منها بالأمور الدينية،بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى مجا حدتها
بعد فهمها) [2]
بل إنه يجعلها من الفروض الكفائية ما
دام يحتاج إليها ـ كما بينا سابقا ـ ولكنه مع ذلك يحذر من بعض النتائج السلبية المنجرة
عن النظر فيها، ولعل أهمها هو اعتقاد أن جميع الآراء
[1]
ابن رشد، تهافت التهافت، تحقيق سليمان دنيا،ط2، القاهرة: دار المعارف 1971، ص43.