نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
وهو الطريق الذي يسلكه المريد لطلب المعرفة
الإلهية، وقد اختلفت المدارس الصوفية قديما وحديثا في تحديده، وبالرجوع إلى كتب الغزالي
نجد نوعين من السلوك:
أ ـ السلوك العام:
و يرى الغزالي فرضيته على كل مكلف،فالتصوف عنده نوعان: عام وخاص، فأما العام
فيتعلق بمجموع المكلفين من حيث القيام بأداء الفرائض كما أمر الشارع بها أداء وتحققا،
واجتناب النواهي ظواهرها وبواطنها.
و كل ذلك لا يتم إلا بالممارسة الصوفية والتتلمذ على المشايخ، ولهذا
اشتهر عن الغزالي ـ كما ينقل المتأخر ون ـ القول بالفرضية العينية للتصوف[1] وهو كما يظهر من خلال كتبه ورسائله لا يقصد من ذلك إلا هذا الجانب، أما
الجوانب الأخرى كالسلوك الخاص أو المعرفة الصوفية، فهي إما ممارسات اجتهادية للخاصة،
أو ثمرات وهبات ربانية لا دخل للكسب فيها إلا من جهة الاستعداد لحصولها.
ولذلك نجده يفرق أحيانا بين التصوف والسلوك، فالسلوك (هو تهذيب الأخلاق والأعمال
والمعارف،وذلك اشتغال بعمارة الظاهر والباطن،والعبد في جميع ذلك مشغول عن ربه إلا أنه
مشتغل بتصفية باطنه ليستعد للوصول)[2]
[1]
نقل ذلك عنه ابن عجيبة الحسني في شرحه للحكم العطائية معللا ذلك بقوله: إذا لا
يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ، ونقل ـ أيضا ـ عن أبي
الحس الشاذلي في قول المؤيد لرأي الغزالي، وهو:(من لم يتغلغل في علمنا هذا مات
مصرا على الكبائر وهو لا يشعر) انظر: ابن عجيبة، ايقاظ الهمم في شرح الحكم، بيروت:
دار الفكر 1/7.
[2]
روضة الطالبين وعمدة السالكين، بيروت: دار النهضة الحديثة ص23.
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137