نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
وهذا هو الطريق الذي يراه الغزالي سبيلا
للإيمان بالنبوة، وبكل ما جاءت به، يقول الغزالي: (فمن هذا الطريق اطلب اليقين بالنبوة،
لا من قلب العصا ثعبانا، وشق القمر، فإن ذلك إذا نظرت إليه وحده ولم تنضم إليه القرائن
الكثيرة الخارجة عن الحصر ربما ظننت أنه سحر وتخييل) [1]
انطلاقا من هذا الشعور النفسي بالقيمة الكبرى لرسول اللهa ولكلامه ـ في رأي الغزالي
ـ تبدأ الفهوم والمعاني العميقة والأسرار تتنزل على قلوب المهتمين بالسنة المعظمين
لها، لأن أكثر المعاني العميقة وهبية لا كسبية، ومحل الكسب منها هو التطهير ورفع الحجب
والتعظيم فقط ـ كما سبق بيانه ـ
ولا يشترط في هذه الفهوم إمكانية التعبير عنها أو تحديدها بالألفاظ لأن أكثرها
ذوقي و(الذوق كالمشاهدة والأخذ باليد) [2]، فهو علاقة وجدانية مع الرسول
a وكلامه بحيث يظل طالب الفهم
يستمد منه كل مرة فوائد تقصر العبارة عنها.
ويشترط الغزالي لصحة الفهم عدم (صرف ألفاظ الشرع عن ظواهرها المفهومة [لأن
]الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع، وبغير ضرورة
تدعو إليه من دليل العقل، اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ)[3]
ومن الأمثلة التي يضربها الغزالي على
ذلك تأويل قوله a:
(تسحروا، فإن في السحور بركة) [4] بحمل السحور على الاستغفار،
لأن مورد الحديث يدل على أن المراد