نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
العثرات، يا منزل البركات، ويا ميسر
كل عسير، وما يجري مجراه)[1]
معرفة الأفعال:
وهي المجال الأفسح والأيسر لمعرفة الله، فمنها يرقى المتفكر لمعرفة الصفات
التي هي المعراج لمعرفة الذات، ولذلك حوى القرآن الكريم (الكثير من آيات الله وأفعاله،
كذكر السماوات والكواكب والأرض والجبال والشجر والحيوان والبحار والنبات وإنزال الماء
الفرات وسائر أسباب الحياة) [2]، وقد أمر الله تعالى بالتفكر
في هذه المخلوقات، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190)
وقد انطلق الغزالي من الآيات التي تتحدث عن مخلوقات الله تعالى في كتابه (الحكمة
في مخلوقات الله) إلى الحديث عن حكم تلك المخلوقات، بأسلوب يمتزج فيه العلم بالتذكير،
وهو أسلوب القرآن الكريم في عد نعم الله على خلقه، وهو يستخدم هذا الأسلوب في (الإحياء)
وغيره كلما دعت الضرورة إلى ذلك[3].
وينبه الغزالي إلى سعة عالم الملكوت
والغيب مقارنة بعالم الشهادة، يقول في مشكاة الأنوار: (اعلم أن عالم الشهادة بالإضافة
إلى عالم الملكوت كالقشرة بالإضافة إلى اللب، وكالصورة والقالب بالإضافة إلى الروح،
وكالظلمة بالإضافة إلى النور، وكالسفل بالإضافة إلى العلو، ولذلك يسمى عالم الملكوت،والعالم
العلوي، والعالم الروحاني، والعالم