نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
ولأحوال الإيمانية، دون التفكر في المتشابه
من الصفات، فإنه لا يثمر عند الجمهور من الناس إلا التشبيه والتمثيل، ولهذا لم يرد
في الأذكار الشرعية المسنونة عن رسول الله a إلا ما يشير إلى ذلك.
وقد أشار الدهلوي إلى ما ذكره الغزالي، وأيده بأن ما ورد من الأذكار عن رسول
اللهa لا يشير إلا للتنزيه والتعظيم
فيما يتعلق بذات الله تعالى،يقول الدهلوي: (..ومنها [ أي من الأذكار الشرعية]
سبحان الله وحقيقته تنزيهه عن الأدناس والعيوب والنقائص، ومنها الحمد لله، وحقيقته
إثبات الكمالات والأوصاف التامة له؛ فإذا اجتمعتا في كلمة واحدة كانت أفصح تعبير عن
معرفة الإنسان بربه، لأنه لا يستطيع أن يعرفه إلا من صفات ذات يسلب عنها ما نشاهده
فينا من النقائص، ويثبت لها ما نشاهده فينا من كمالات من جهة كونه كمالا)[1]
والغزالي ينتقد بشدة المشبهة الذين ينكرون التنزيه المطلق لله عن كل صفات
الحوادث (حتى قال بعض الحمقى من العوام:إن هذا وصف لبطيخ هندي لا وصف إله، لظن المسكين
أن الجلالة والعظمة في هذه الأعضاء)[2]
ويرد سبب ذلك إلى أن الإنسان لا يعرف إلا نفسه ولا يعظم إلا نفسه، وكل ما
لا يساويه في صفاته لا يفهم العظمة فيه، (بل لو كان للذباب عقل، وقيل له: ليس لخالقك
جناحان ولا يد ولا رجل ولاطيران، لأنكر ذلك وقال: كيف يكون خالقي أنقص مني؟)[3]
معرفة الصفات:
[1] الدهولي،
حجة الله البالغة، بيروت: دار المعرفة 2/72.