نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 110
فالقرآن
الكريم هو الدليل الأكبر على الله، والمعرف الأعظم به، وهو كما يقول الإمام جعفر الصادق
[1]: (والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه
في كلامه، ولكنهم لا يبصرون)[2] والمقاصد
القرآنية المتعلقة بالله عند الغزالي هي:
معرفة الذات:
وهي أهم المعارف وأعزها وأضيقها مجالا وأعسرها منالا وأعصاها على الفكر، ولا
يحوي القرآن الكريم منها إلا على تلميحات وإشارات ترجع في رأي الغزالي إلى أمرين:
التقديس المطلق:
وهو تنزيه الله تعالى عن كل وصف يدركه الحس، أو يتصوره الخيال، أو يسبق إليه
الوهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير [3]، ولذلك عرف الله تعالى ذاته لعباده بقوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾(الشورى:11)، وقوله تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
(1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ (4)﴾ (الإخلاص:1 ـ4)
التعظيم المطلق:
وهو امتلاء القلب مهابة لله وشعورا بالعجز والضآلة أمامه، نتيجة لفرط عدم
إحاطة العقل بكنه حقيقته [4]،كما قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا
يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (الأنعام: 100، 101)
والتفكر في جلال الله وعظمته بالجمع
بين هذين الأمرين هو الذي يثمر المعارف
[1] هو
جعفر بن محمد الباقر (80 ـ 148هـ)،من أئمة آل البيت، كان مشهورا بالعلم والصلاح
والتسامح، لقي الاحترام من كل الطوائف سنية وشيعية، انظر : الزركلي، الأعلام 2/26.