نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
ويستعملون في
ذلك نفس ما استعمله شحرور من ضرب القرآن الكريم بعضه ببعض، فيجعلون اليقين غاية
تنتهي عندها العبادة مستدلين على ذلك بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى
يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]،
وهكذا يفعل
شحرور عندما يجعل الصلاة التي هي عمود الدين، مجرد وسيلة لتحقيق تلك القيم
الأخلاقية والاجتماعية، وحينها يقول المتحقق بها: ما دامت هذه القيم هي الهدف
المقصود من الدين، ومن شعائره التعبدية، فما الحاجة بي إلى الصلاة؟
وهذا الكلام ليس
مجرد استنتاج استنتجناه من كلام شحرور وغيره في هذا المجال، وإنما هي حقيقة
واقعية، ينطقون بها، ويتباهون بها، ويحتقرون الأحاديث التي اعتبرت الصلاة ركنا من
أركان الدين، وعلامة أساسية كبرى للمسلم، وفارقا بينه وبين غيره.
ومن أمثلة ذلك
قول شحرور ـ في بعض لقاءاته التي يحرص الإعلام على بثها ونشرها لتحقير أركان الدين
الكبرى ـ يخاطب الفقهاء محتقرا لهم: (أود أن أسأل السادة الفقهاء: ما حكم جاحد الصلاة أو مهملها؟ وما هي
عقوبته؟ هل هو كافر أم فاسق أم منافق أم عاصي؟ فقد اعتاد الفقهاء على إطلاق
الأحكام على الناس بناءً على تركهم الصلاة أو إقامتها، وقد سئلت أنا شخصياً إن كنت
أقيم الصلاة أم لا، ورفضت الإجابة لأنه لا يمكن لأحد أن يحكم على علاقتي مع الله
إلا الله نفسه.. وأنصح القراء بأن يردوا بجواب على هذا السؤال بأنه لا علاقة لكم
أيها الفقهاء بذلك، وكثيرون منهم قالوا أن جاحد الصلاة كافر، وحكموا عليه بالردة،
والردة عقوبتها الإعدام إذا رفض الاستتابة كما يقولون، والمتقاعس عن الصلاة يتم
جلده.. علماً إن
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201