نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 192
فهل هؤلاء جميعا
تحولت جيناتهم عبر طفرة وراثية من نوع إلى نوع، أم أن المراد منه الاصطفاء المرتبط
بالقيم والأخلاق والإيمان، لا بالنواحي البيولوجية التي يشترك فيها البشر جميعا.
ومن ذلك
استدلالهم بقوله تعالى: { وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح:
17]، فقد فسروها بتلك التفسيرات المادية لمبدأ الخلق [الحساء البدائى]، والذي لم
يثبت علميا، ويستحيل أن يثبت علميا، وقد ذكرنا الردود على ذلك بتفصيل في كتاب
[الحياة: تصميم لا صدفة]
والمراد من
الآية الكريمة هي نفس المراد من قوله تعالى عن مريم عليها السلام: {
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل
عمران: 37]، وقد نقل الفخر الرازي عن ابن الأنباري في تفسيرها قوله: (التقدير
أنبتها فنبتت هي نباتا حسنا، ثم منهم من صرف هذا النبات الحسن إلى ما يتعلق
بالدنيا، ومنهم من صرفه إلى ما يتعلق بالدين، أما الأول فقالوا: المعنى أنها كانت
تنبت في اليوم مثل ما ينبت المولود في عام واحد، وأما في الدين فلأنها نبتت في
الصلاح والسداد والعفة والطاعة)[1]
ومن ذلك
استدلالهم بقوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ
الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ
مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [السجدة: 7 -
9]، وقد حملوا هذه الآية محامل عجيبة، لا علاقة لها باللغة، ولا بسائر الآيات
القرآنية.
فقد فسروها على
أن المراد منها أن الله تعالى بدأ خَلْق الإنسان من طين أي من
[1] تفسير
الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (8/ 206).
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 192