responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190

تطور الأنواع، كما تنص نظرية التطور، والتي تعني تحول الكائنات من نوع إلى نوع عبر العديد من الطفرات والانتخاب الطبيعي خلال زمن طويل.

وإنما تعني مراحل الخلق التي يمر بها كل كائن حي.. حيث تمر آحاد الكائنات الحية خلقا من بعد خلق حتى تتحول من نطفة إلى كائن كامل، كما أشارت إلى ذلك آيات كثيرة من القرآن الكريم، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 12 - 14]

ومن ذلك استدلالهم بقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: 133]، فقد فسروا [القوم الآخرين] في الآية الكريمة بكونهم خلقا آخر غير البشر.

مع أنهم لو رجعوا للقرآن الكريم نفسه لوجدوا تأويلها واضحا جليا، فالله تعالى ذكر سنته في استبدال كل من ينقض العهود بغيرهم من الأقوام، مثلما فعل مع بني إسرائيل حين نقضوا العهد، فأبدلهم بالعرب، ثم هدد العرب أنفسهم أنهم في حال استبدالهم سيعوضهم بغيرهم، كما قال تعالى: { إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39]، وقال: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد: 38]

فهل تعني هذه الآية الكريمة ـ على حسب تصور التنويريين ـ هو تطور الإنسان إلى خلق آخر، لأن الآية الكريمة ذكرت عدم شبههم بالقوم السابقين: { ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}؟

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست