نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
على هذه
العقيدة لا يعني إلغاءها، بل إنه يعني أن هذه العقيدة من العقائد المقررة في
الأديان الأخرى، والتي لا زالت تحتفظ بها.
الشبهة الثانية ـ تعارض عذاب القبر
مع القرآن الكريم:
وهي الشبهة
الأكبر التي ينطلق منها المكذبون بعذاب القبر، ولذلك يأتون ببعض الآيات الكريمة
التي تنص على أن العذاب الحقيقي يكون بعد المساءلة والحساب يوم القيامة، ليضربوا
بها غيرها من الآيات الكريمة.
وهم يستعملون في
هذا كل ما لديهم من أدوات القص والكتمان والحذف التي يستعملها عادة العقل الرغبوي
لتقرير ما يريد، ومن أمثلة ذلك اقتباس بعضهم لقوله تعالى: {كَيْفَ
تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ
ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [البقرة: 28]، مع حذفه لتتمة الآية، والتي تقول: {ثُمَّ
إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28]، ثم تعقيبه على النص الذي اقتبسه بقوله: (إذاً
يقول الحق، هو موت فى البداية، ثم الحياة الدنيا التى نحياها الآن، ثم الموت، ثم
الحياة فى الآخرة.. موتتان وحياتان، أي : 2+2 = 4 .. إذَا اضفنا [حياة القبر] تصبح
هذه المعادلة خاطئة لأننا نضيف حياة أخرى لمشاهدة الفلم المرعب [منكر و نكير و
الثعبان الأقرع...]، ثم بعد ذلك موتة أخرى.. أي 3+3، وهذا لا يساوى 4 كما قال الحق)
لكنه لو قرأ فقط
تتمة الآية، وهي قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28] لرد على
نفسه بنفسه، فالله تعالى ذكر رجوعه إليه، أي يوم القيامة بعد الحياتين والموتتين،
وذلك ما يتطلب وجود حياة برزخية.