responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58

رسول الله a وكرمه وجوده ورحمته ليسوا سوى مظهر من مظاهر العظمة الإلهية التي لا تحد ولا تعد ولا توصف.. ومن احترم المظاهر، فقد احترم مظاهرها.. ومن عظم الوسائل وراعاها، فقد عظم الحكيم الذي وضعها، والقدير الذي قدرها.. وقد قال تعالى داعيا لنا إلى مراعاة الوسائل وطلبها: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35]، وقال واصفا عباده المقربين: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57]

لذلك لا تخافوا من الشرك.. فكل محبة تبدونها لرسول الله a إنما هي تتوجه إلى الله قبل أن تتوجه إليه.. بل عين محبتكم لرسول الله a هي محبة لله تعالى.. هكذا يقول العارفون الغارقون في بحار التوحيد.. فاسلكوا سبلهم لتنجوا من همزات الشياطين الذين احتقروا آدم وأبوا السجود له.. وهم الآن يحتقرون رسول الله a، ويصورونه لكم بصورة الصنم الذي يمكن أن يعبد من دون الله.

أيها الجمع الكريم.. لقد ذكر الله تعالى أن رسول الله رحمة للعالمين.. والعالمون أكثر من أن ينحصروا في قرن دون قرن أو زمان دون زمان.. ولذلك يمكنكم أن تكونوا مثل الذين كان هذا الشيخ يثني عليهم.. بل يمكنكم أن تكونوا أفضل منهم.. فجل عطاء الله أن ينحصر في الأزمنة أو الأمكنة..

عطاء الله مرتبط بقلوبكم وأرواحكم.. فهي المعارج التي تعرجون بها إليه..

لقد ذكر رسول الله a ذلك، فقال: (إن أشدَّ أمتي لي حبا قوم يخرجون بعدي يود ّأحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني)[1]

ولا أحسب إلا أنكم من هؤلاء الذين حركتهم الأشواق إلى رسول الله a..


[1] رواه أحمد.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست