responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55

ولهذا، فإن (شئتم أن تعرفوا قرب أهل دين من دينهم فانظروا إلى قربهم من سلفهم، فكلما اقتربوا اهتدوا، وكلما جفوا ضلوا)

وهكذا بقي فترة من الزمن يحثنا بالترغيب والترهيب على التمسك بالسلف والاهتداء بهديهم والاستمداد من مددهم إلى أن صرنا نراهم، وكأنهم بيننا يتحركون، ومعنا يتحدثون.

وفي ظل ذلك الجو الذي عشناه صاحت أميرة بما قلب كل شيء رأسا على عقب.. لقد راحت ترفع صوتها بقولها: (مدد يا رسول الله)

وهنا ثار زلزال عنيف في القاعة التي كنا فيها، وصاح الشيخ بهستيرية وجنون: أخرجوا المشركة من بيننا.. من أذن لها بالدخول.. إلى متى يظل هؤلاء المشركون يلاحقوننا في كل مكان.. ألم تسمعوا بالفتاوى المبيحة لدمائهم.. ألم تقرؤوا ما قال سلفنا الصالح في حقهم؟

حاول بعض الناس تهدئته.. لكنه لم يستطع أن يستعيد هدوءه.. وكأن تلك الكلمة كانت حقنة جنون حقنته بها أميرة لتبرزه على حقيقته التي كان يحاول إخفاءها بإظهاره اللطف والوقار والهدوء.

بعد ذلك الصياح الهستيري سقط الشيخ.. والتف حوله بعض الحضور، يقومون بإسعافه بما تتطلبه حالته من إسعاف.

وقد كان ما حصل له من إغماء وارتباك فرصة لنسمع أميرة، وهي تنسخ كل تلك المعاني التي حاول الشيخ أن يغسل بها عقولنا.. فقد طلب المنظمون للدورة من أميرة أن تخرج.. فتقدمت إلى الباب بكل هدوء، ثم أخذت تخاطب الجمع بقولها: اعذروني أيها السادة، فربما كنت سببا في تعكير صفوكم.. أو تكدير الجو الذي كنتم تعيشونه.. ولكن ائذنوا لي فقط أن أعبر لكم عن نفسي وعن حقيقتي وعن حقيقة هذا الذي حكم

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست