فقد حسبناها
مجرد عمل خيري من بعض الصالحين.. ولم نكن نعلم أن الهدف منها أن تغسل عقولنا،
وتسلب منا فطرتنا، وتزاح منها تلك الأشواق الطاهرة، ليحل بدلها التدين العقيم
الممتلئ بالغلظة والقسوة.
في أول درس لنا
في تلك الدورة قدم شيخ من المشايخ ممن تعرفون هيئتهم وسمتهم.. وبدأ بالتعريف
بنفسه، ومشايخه، وأثنى عليهم جميعا، ودعانا إلى الارتباط بهم والتمسك بحبلهم.. وقد
قبلنا منه كل ذلك.. ولم نعتب عليه في شيء منه مع مبالغته الشديدة.
ثم أخذ
يحدثنا عن المدرسة التي ينتمي إليها، وكان من حديثه قوله ـ بنبرة يختلط فيها اللين
بالشدة، والخطابة بالتدريس ـ: إنهم السلف.. أولئك الطاهرون الذين نستمد منهم كل
شيء.. فهم مصابيح الهداية.. وهم النور الذي من فقده عمي.. وهم الحياة التي من لم
يعشها مات قلبه وتهدمت أركان دينه..