قال: لقد
نصوا على أنه يمكن الشهادة لمن صحت عقيدته بالجنة.. والشهادة لمن سقمت عقيدته
بالنار.
قلت: عجبا..
هل تجرأوا على هذا؟
قال: بل
اعتبروه من السنة.. لقد قال ذلك الذي يلقب بشيخ الإسلام: (وكذلك من أجمعت الأمة
على الثناء عليه، فإننا نشهد له بالجنة، فمثلاً: الأئمة: أحمد، والشافعي، وأبو
حنيفة، ومالك، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينه، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله،
أجمعت الأمة على الثناء عليهم، فنشهد لهم بأنهم من أهل الجنة) [1]
وقد تبعه على
قوله هذا كل المشايخ والعلماء، وأضافوا إلى ما ذكره الكثير من أعيان العلماء،
فالشيخ ابن عثيمين ذكر أنه يشهد لابن تيمية بالجنة، ويشهد لأعدائه بالنار، فقال في
[شرح رياض الصالحين]: (وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس على الثناء
عليه إلا من شذ، والشاذ شذ في النار، يشهد له بالجنة على هذا الرأي) [2]
قلت: أرى أن
للقوم من صكوك الغفران ما بزوا به غيرهم.
قال: وهل ترى
أن يكون لأولئك الصليبيين الكفرة صكوك غفران، ثم لا يكون لنا مثلها معشر الأمة
المرحومة؟
قلت: لا
بأس.. سلمت لك بما ذكرت.. لكن ما جدوى أن يعلم الناس بذلك..
قال: هم
يقصدون أن يخبروا الناس بذلك لغرضين.. أما أولهما فأن يصلوا عليه جميعا..
انتفضت،
وقلت: وفي حال لم يذكر ذلك.. ألا يصلون عليه جميعا؟