ولا زلنا
نجهل التطورات التي جاء بها رجال التدين الحديث.. فأخبرني عن جدوى قوله: (إن الرجل
عقيدته صحيحه)
فقال: هذا
وسام عظيم وشهادة عظيمة.. سيظل أهله وأقاربه وأصدقاؤه يفخرون بها.. وسيظل غيرهم
يحن إلى أن يشهد له بمثلها.. فهي تشهد له أنه سيثبت عند السؤال، وسينجو من منكر
ونكير.. بل ربما يتاح له أن يعاين منزلته من الجنة في ذلك اليوم،وبعد انصراف الناس
مباشرة من الجنازة.
قلت مستغربا:
ولكن ذلك لله، وقد قال تعالى عن أشرف خلقه: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ
بِي وَلَا بِكُمْ﴾ [الأحقاف: 9]، فالآية الكريمة تنص على أن رسول الله aكان يكل علم مصيره إلى الله تعالى، بل ورد في الحديث
الشريف ما يدل على هذا، فعن أم العلاء أنها قالت بعد وفاة عثمان بن مظعون ـ وهو من
الصحابة الأوائل الذين ثبتوا مع رسول الله aفي
كل المحن التي مر بها ـ: (رحمة اللّه عليك أبا السائب شهادتي عليك، لقد أكرمك
اللّه تعالى)، فقال لها رسول اللّه aمصححا وموجها:
(وما يدريك أن اللّه تعالى أكرمه؟)، ثم قال: (أما هو فقد جاءه اليقين من ربه وأني
لأرجو له الخير، واللّه ما أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل بي)، قالت، فقلت: (واللّه
لا أزكي أحداً بعده أبداً)[1]
ابتسم صاحبي،
وقال: لقد ذكرت لك أنك لا تزال بدويا..فكل استدلالاتك بدوية.. ومفاهيمك أيضا
بدوية..
قلت: فما الجديد
الذي طرأ، ونسخ تلك النصوص المقدسة؟
قال: فهوم
السلف.. ألا تعلم أن القرآن والسنة غير كافيين للهداية.. بل يحتاجان منا إلى
مراجعة السلف لنفهمهما الفهم الصحيح؟