ولا جغرافيا،
ولا تاريخ، ولا تربية قومية، ولا حساب مثلثات، ولا كيمياء، البنت لا تحتاج إلى هذا
كله، لا في الدنيا ولا في الآخرة، نحن نحتاج إلى زوجات صالحات، الأمهات يعلِّمن البنات
كل شيء؛ لأنهن سيكن زوجات بعد ذلك، كثير من البنات يتعثرن في بداية حياتهن الزوجية،
لماذا؟ لأن الأم لم تعلمها كيف تطبخ، ولا كيف ترعى الزوج، لم تعلمها الكياسة، ولا الفطنة،
ولا الذكاء، تدخل على زوجها ومعها سلاح، ولو أن المرأة معها شهادة عليا (ماجستير) أو
(ليسانس)، وتقدم رجل معه دبلوم، وهو رجل صالح، ورجل فاضل، يقولون: لا. لماذا؟ لأن هناك
تفاوت في الكفاءة، أي كفاءة هذه؟)[1]
ثارت فوضى في
المحل، وقال بعضهم: من هذا المجنون الذي يتحدث؟
وقالت امرأة:
ما هذا الإسلام الذي يتحدثون عنه؟
لم ييأس صاحب
اللحية الطويلة، فوضع شريطا آخر لداعية آخر صاحب لحية أقل طولا، فاستبشرت خيرا،
لكنه ما إن تحدث قليلا حتى أتى بجميع الطامات والموبقات فذكر – مجيبا على أسئلة
وجهت له- جواز ترك الرجل زوجته للصوص والمجرمين إذا خاف على حياته من القتل..
وجواز إغلاق الرجل الباب على زوجته وعشيقها إذا شاهدهما في سريره، بدون أن يرى الفاحشة
كاملة.. وجواز أن يتلصص أو يتجسس الرجل على المرأة وهي تستحم، إذا أراد خطبتها[2].
ما إن وصل
إلى هذا الحد من حديثه حتى حدثت فوضى كبيرة في المحل، وخرج الناس جميعا نساؤهم
ورجالهم وأطفالهم.. ولم أبق إلا أنا وهو، فالتفت إلي، وقال: خذ ما
[1] من شريط بعنوان (مؤامرة
تحرير المرأة) للشيخ أبي إسحاق الحويني، وهو على الرابط التالي: