من القضايا التي تثار كثيرا، وبأساليب متعددة:
قضية المهدي، ووجوه الخلاف بين السنة والشيعة حوله.. وهل هو من نسل الحسن أو من
نسل الحسين؟.. وهل هو حي يرزق، أو لا يزال لم تلده أمه بعد؟.. وهل سينشر عدله على
الأرض جميعا، أم أن عدله سيقتصر على بقعة محدودة من الأرض، وفي زمن محدود؟..
وأشياء من هذا القبيل.
ومع أني من مدرسة تحاول أن تردم الفجوات
بين مذاهب الأمة المختلفة، لتقرب بينها، وتحل الصفو بدل الكدر، والمحبة بدل
العداوة إلا أنني في هذه المسألة خصوصا أذهب خلاف ذلك المذهب، لأني أرى من خلال
تأملي في الواقع الفكري والمادي للسنة والشيعة، وتعاملهما مع هذه المسألة أن الفرق
بينهما جوهري، وليس عرضيا، حتى كأن مهدي الشيعة كائن مختلف تماما عن مهدي السنة،
وإن كان اسمهما ولقبهما ودورهما واحد في نظر كليهما.
وقبل أن أشرح وجهة نظري هذه أحب أن أورد
حكاية بسيطة معروفة قد تساهم في توضيح الفرق بين نظرة كلا المدرستين لهذه الشخصية
التي تكاد تكون محل اتفاق بينهما من حيث الشكل، وإن كانت تختلف بينهما من حيث
المضمون.
والقصة هي قصة نيوتن مع التفاحة، والتي
جلب انتباهه سقوطها إلى الأرض، وعدم سقوطها في جهة أخرى غير جهة الأرض، وقد أوحى
له ذلك الاهتمام والتساؤلات التي جرها إلى اكتشاف قوانين الجاذبية، وقوانين أخرى
ساهمت في نشأة الفيزياء المرتبطة بنيوتن وتفاحته، والتي ساهمت بعد ذلك في الثورة
الصناعية الكبرى، والتي استطاعت بعد ذلك كله أن تخرج أوروبا من عصور التخلف لتزج
بها في عصر النهضة الحديثة.. ولا تزال أوروبا والعالم أجمع ينعمان ببركات تفاحة
نيوتن إلى يوم