responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 16

هذه مقدمة ضرورية للحديث عن الفرق بين السنة النبوية والسنة المذهبية.. فالسنة النبوية قيم وحقائق وسلوكات ومواقف تنبع من الصدق في البحث والنظر والتأمل.. بينما السنة المذهبية مجرد تبعية لفريق من الناس تصور البعض أنهم هم السنة، أو أنهم هم النبي نفسه، وأن عليه أن يتبعهم أخطأوا أو أصابوا.. ضلوا أو اهتدوا.. وفي يوم القيامة يكتشف الحقيقة المرة، ويكتشف أنه لم يكن يعبد الله بل كان يعبد هواه.. وأن كل تلك الألقاب التي كان يفرح بها مجرد خدع شيطانية لبس الشيطان بها عليه، ليزحزحه عن الجنة، ويقذفه في جهنم.

وبناء على هذا، فإن الخطوة الأولى التي ينطلق منها من يريد صادقا أن يتحقق بالسنة النبوية بدل السنة الذهبية، أن يعلم أن السنة النبوية حقائق وليست أفرادا.. وقيما وليست جماعات.. ومعان سامية وليست فرقا ومذاهب، كما قال الإمام علي لبعض الذين راحوا يميزون الحق بالرجال: (إنك لمبلوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله)

فالحق مقصود لذاته.. وأما الرجال، فيمكن أن يكونوا معه، ويمكن أن يخالفوا طريقه.. ولهذا فإن العاقل لا يكون إمعة فيما يرتبط بمصيره الأزلي، كما قال a: (لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا)[1]

ومع أن هذا الذي ذكرناه من البديهيات التي كثيرا ما نرددها، بل ترددها كل الطوائف، لكننا في الواقع العملي نتيه عنها بسبب تلك الأصنام التي تعمر قلوبنا، والتي غذتها المناهج التربوية والقنوات الإعلامية والخطب المنبرية والبيئة الاجتماعية التي لا نستطيع التنصل منها ومن الأفكار التي تطرحها.. فهي جميعا تبشرنا بأننا (أهل السنة


[1] رواه الترمذي.

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست