responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15

عن يمينه خطا، وخط عن يساره خطا، ثم قال: (هذا سبيل الله)، ثم خط خطوطا فقال: (هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه)، وقرأ ﴿أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ [الأنعام: 153][1]

وبناء على هذا كانت خطورة البحث عن حقيقة انتماءاتنا وتوجهاتنا الفكرية والسلوكية.. فهي ليس مجرد اختيارات عبثية، وإنما هي اختيارات ينبني عليها مصيرنا وحياتنا الحقيقية.

ولهذا، فإن القرآن الكريم يحذرنا من التبعية.. لأن التبعية تجعل صاحبها مغلول العقل، لا يفكر بما أعطاه الله من طاقات ومدارك، وإنما يفكر بعقول غيره، ومدارك غيره، والتي قد يستحوذ عليها الشيطان، فيملؤها ببرامجه المضادة لبرامج الله لعباده.. قال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)﴾ [البقرة: 166، 167]، والآية جاءت مطلقة هنا، ومن الخطأ الكبير ربطها بأمة دون أمة، أو شعب دون شعب.. فعدالة الله تقتضي سريان سنن الله في جميع الشعوب والأمم.

ومثل هذه الآية الكريمة تلك الآيات الكثيرة التي تتحدث عن الخصومة بين أهل النار، وخاصة بين المستكبرين والمستضعفين.. فالمستكبرون ليسوا فقط رجال السياسة، وإنما يدخل فيهم رجال الدين.. أي دين كان.. والمستعضفون ليسوا فقط الرعية.. بل كل تابع ذليل حتى لو كان عالما علامة بحرا فهامة.. لأنه كان تابعا لأي رجل من رجال الدين تبعية مطلقة، من غير تفكير ولا بحث ولا نظر.


[1] البزار في مسنده [ رقم 1865.. 5 / 251]

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست