قال الإمام: مهلا يا شيخ.. نحن لم نر شيئا من ذلك.. فنحن الذين نقوم بتنظيم
هذه الموالد.. وليس فيها ما ذكرت.. وإن حصل وأساء بعض الناس الأدب.. فذلك شأنه..
ولا يمكن أن نلغي عملا خيريا من أجل إساءة من بعض الناس.
غضب الشيخ غضبا شديدا، وراح يقول: (ما من صاحب دعوة إلا ويحرص على تأييد
دعوته بما يقدر عليه من جمل وألفاظ ودلائل، حتى يضمن قبولها ورواجها.. ولا نجد في
أصحاب الدعوات من يحرص على صدق جمله وصحة دلائله، إلا إن كان يدعو إلى اتباع السنة
وتقليد السلف، فهو الوحيد الذي يحرص على الصدق والصحة في كل ما يتلفظ به، يحرص أن
يكون كما هو ظاهرا وباطنا.. بخلاف أهل الأهواء والبدع وأهل الفساد والتخريب، فإنهم
يرفعون شعار الإسلام وهم يهدمونه.. ويرفعون شعار السنة وهم يخالفونها.. ويدعون
اتباع السلف وليس كذلك.. وفي سبيل تدعيم مذاهبهم الباطلة الزائغة يوردون الكلام
الكثير والأدلة المتنوعة، التي لا تصحح مذهبهم ولا تعطيه الشرعية)( )
قال الإمام: مهلا يا شيخ.. فنحن نحترمك لعلمك.. وللبلدة التي جئت منها..
ولكن لا يحق لك أن تتهمنا من غير بينة.. فإن كنت قد رأيت منكرا، فأخبرنا حتى
نغيره..
قال الشيخ: نفس الموالد بدعة.. حتى مولد النبي بدعة.. وليس هناك مولد في الأرض إلا وهو بدعة.. السنة فقط في
اتباع السلف الذين ما عرفوا هذه الضلالات، ولا شموا روائح هذه المنكرات، ولا حدثت
بينهم هذه الحادثات..
ثم راح يصرخ في الجموع الذين حضروا المولد بقوة وتعال وكبرياء: (يا قومنا،
أجيبوا داعي الله، ولا تجيبوا داعي الشيطان.. يا قومنا إن أصول هذه المنكرات مفسدة
للعقيدة، وإن فروعها مفسدة للعقل والمال، وإنكم مسؤولون عند الله عن جميع ذلك.. يا