حصوله على كل تلك المشاهد الدقيقة، لكني علمت بعد ذلك أن الأمر رتب بليل،
وأن كاميرات وأجهزة صوتية دقيقة زرعت في جميع أنحاء القاعة، لتنقل كل ما يحصل، لأن
المندوب وغيره من مستشاريه كانوا يعلمون جيدا بكل ما سيحصل.. وكان ذلك الفيديو
عندهم أهم من كل شيء.. بل أغلى من كل شيء.
لقد كان ذلك الفيديو أكبر تشويه للإسلام والمسلمين، وقد ملأ جميع الحاضرين
بالعجب.. وكتبت عنه جميع صحف العالم.. ونشرت تفاصيله الكثير من القنوات.. ومنح
مندوب الأمم المتحدة بسببه الكثير من الجوائز.
لكن المشكلة الأكبر من ذلك كله هي أن شخصية خطيرة رأت ذلك الفيديو مرارا
متعددة، ثم ذهبت إلى البيت الأبيض الأمريكي، وطلبت من رئيسه أن يسحب جيوشه من جميع
بلاد العالم الإسلامي.. وأخبره أن المسلمين لا يحتاجون إلى جيوش خارجية.. يكفيهم
أن يشتعل عود ثقاب واحد بينهم ليحترقوا جميعا.. ومن هناك بدأ التخطيط للحرب
الناعمة التي توشك أن تقضي علينا.