نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 345
(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) على
أهمية مسألة الإمامة -: (إنما الحديث المعروف مثل ما روى مسلم في صحيحه عن نافع
قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن
يزيد ابن معاوية، فقال: أطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس،
أتيتك لأحدّثك حديثاً، سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقوله: سمعت يقول:
(من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة
مات ميتة جاهلية)، وهذا حدّث به عبد الله بن عمر لعبد الله بن مطيع بن الأسود لما
خلعوا طاعة أمير وقتهم يزيدٌ، مع أنه كان فيه من الظلم ما كان، ثم إنّه اقتتل هو
وهم، وفعل بأهل الحرّة أموراً منكرة، فعلم أن الحديث دلّ على ما دلّ عليه سائر
الأحاديث الآتية من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف، وإن من لم يكن
مطيعاً لولاة الأمور مات ميتة جاهلية)[1]
مع العلم أن
الذين وصفهم ابن تيمية بأن (من قتلهم يزيد في تلك الواقعة ماتوا ميتة جاهلية)
كانوا من الصحابة وأولاد الصحابة الذين يتاجر بهم ابن تيمية متى شاء، ويبيعهم متى
شاء.
وليته وقف عند ذلك الحد، بل إنه راح يطبق موقفه هذا
على أعظم جريمة فعلها يزيد، بل أعظم جريمة وقعت في هذه الأمة، وهي قتل الإمام
الحسين وأهل بيته الطاهرين، يقول في ذلك: (وإنْ أراد [ابن المطهر] باعتقادهم [أهل
السنّة] إمامة يزيد، أنهم يعتقدون أنه كان ملك المسلمين وخليفتهم في زمانه وصاحب
السيف، كما كان أمثاله من خلفاء بني أمية وبني العباس، فهذا أمر معلوم لكل أحد،
ومن نازع في هذا كان مكابراً، فإن يزيد بويع بعد موت أبيه معاوية، وصار متولّياً
على أهل الشام ومصر والعراق وخراسان وغير ذلك من