نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 298
والتعلّق به هو
تعلّق بالله سبحانه.
قال القاضي:
وعيت هذا.. ولكن سؤالا يتبادر إلى ذهني، وهو: لماذا لا ندعو الله سبحانه مباشرة
فإنه أقرب إلينا من حبل الوريد.. فلماذا نحتاج الوسائط لندعوه.
قال الميلاني:
لم يقل أحد بأننا نحتاج الوسائط لندعو الله.. فالله يمكن دعاؤه مباشرة، ويمكن
التوسل إليه بالمقربين من عباده.. ولا يمكننا أن نجمع بين حقائق القرآن الكريم إلا
أذا جمعنا بين قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
﴾ [غافر: 60]، وقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا
اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]، وإلا كنا من الذين يؤمنون ببعض
الكتاب، ويكفرون ببعض.
قال القاضي:
هلا وضحت أكثر.
قال الميلاني[1]: اعلم سيدي القاضي
أن من مقاصد الدعاء الحضور مع الله، والتحقق بحقائق الإيمان، زيادة على ما يطلبه
الداعي من تحقيق أغراضه، ولهذا سن لنا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم تقديم حمد الله
والصلاة عليه على ما نطلبه من حاجات، فقد قال a لمن رآه يصلى ويدعو
ولم يحمد ربه ولم يصل على نبيه a:(عجل هذا)، ثم
دعاه، فقال:(إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، وليصل على النبي، وليدع
بعد بما شاء) [2]
ففي تقديم
الثناء على الله معرفة بالله، تدعو إلى محبته وإيثاره والثقة فيه، وفي الصلاة على
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تقرب منه ومحبة له تصفي القلب
وتطهره، فإذا ما صفا القلب بهذه الصورة كان أهلا لقضاء حاجته.
ولهذا سن لنا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم المقدمات الطويلة
لبعض الأدعية لتناسبها مع نوع الدعاء، فذكر a أن سيد الاستغفار
أن نقول:(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
[1]
اقتبسنا بعض المعاني الواردة هنا من كتابنا (أسرار الأقدار)