نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161
ومن الآثار
التي استدل بها على ذلك قوله: (وقد ذكر القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويلات
لأخبار الصفات ما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل..عن عكرمة قال: (إن الله إذا أراد
أن يخوف عبادة أبدى عن بعضه إلى الأرض).. ثم قال – أي أبو يعلى-: أما قوله أبدى عن بعضه فهو
على ظاهره وأنه راجع إلى الذات إذ ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها
عما تستحق)[1]
قال القاضي:
أليس هذا الذي نقل عنه هو نفسه أبو يعلى الذي ذكرتموه لي سابقا، وذكرتم تحذير
العلماء من كتابه؟
قال الهندي: بلى..
سيدي.. وابن تيمية يقرر ما يقول.. بل إنه يتجاوزه أحيانا، فيعتبر أبا يعلى مقصرا
في التجسيم الكامل، بل يعتبره من المفوضة.
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول أنت في هذا؟
قلت: ليس لدي
ما أقول.. فكلام ابن تيمية في الصفات يقتضي هذا حتى ولو لم يصرح به.. لكنه بسبب
جدله مع المتكلمين صرح به، وحاول أن يبرهن عليه.
المثال
الثالث:
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: وعيت هذا.. فهات المثال الثالث.
قال الهندي: المثال
الثالث يبين لك سيدي كيفية فهمه للنصوص، فهو دائما ينظر إليها نظرة تجسيمية، ويغلب
التجسيم فيها على التنزيه إذا تنازعا..
ومن الأمثلة
على ذلك أنه في مواضع كثيرة من كتبه وضع صفة لله اسمها الإصبع، وجعلها من مقتضيات
العقيدة يقول في كتابه (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية): (وندين الله
عز وجل بأنه يقلب القلوب، وأن القلوب بين أصبعين من أصابع