الأشعرية ـ وبريء
من مذهب أبي بكر بن الباقلاني فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني
خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه، فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة
فيظن ظان أنهم منى تعلموه قبله، وأنا ما قلته وأنا بريء من مذهب البلاقلاني
وعقيدته)[1]
وقد ذكر ابن
تيمية مستحسنا المعاناة الشديدة التي كان يعانيها الباقلاني من طرف الإسفرايني
وتلاميذه من السلفية، فقال: (..
قال الشيخ أبو الحسن وسمعت الفقيه الإمام أبا منصور سعد بن علي العجلي يقول: سمعت
عدة من المشايخ والأئمة ببغداد أظن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أحدهم قالوا: كان أبو
بكر الباقلانى يخرج إلى الحمام متبرقعاً خوفاً من الشيخ أبي حامد الإسفرايني)[2]
ومن الأعلام
الذين ذكرهم، واستند إليهم في تكفير الأشاعرة أبو إسماعيل عبد الله بن محمد
الأنصاري، الذي قال عنه ابن تيمية: (كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب ذم
الكلام فإنه من المبالغين في ذم الجهمية لنفيهم الصفات وله كتاب تكفير الجهمية،
ويبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة والحديث وربما كان
يلعنهم وقد قال له بعض الناس: بحضرة نظام الملك أتلعن الأشعرية؟ فقال: ألعن من
يقول ليس في السموات إله ولا في المصحف قرآن ولا في القبر نبي وقام من عنده مغضباً)[3]
وقد نبه
الشيخ عبد العزيز الريس إلى أن ما
ذكره ابن تيمية في أكثر من موضع من أن الأشاعرة أقرب إلى أهل السنة لا يفهم منه
ظاهره، فـ (ليس معنى هذا تزكيتهم وأنهم