ومن الأعلام
الذين ذكرهم لاعتبار الأشاعرة من أهل البدع والأهواء المكفرة محمد بن أحمد بن خويز منداد، فقد روى عنه ابن عبد البرأنه قال
في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: (لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء) قال: (أهل
الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء
والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر
ويؤدب
على بدعته فإن تمادى عليها
استتيب منها)[1]
ومنهم ابن
قدامة الذي نص على أنهم مبتدعة، فقال: (ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون
مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية)[2]
ومنهم أبو
حامد الإسفرائني، الذي قال عنه ابن تيمية: (قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو
حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام، قال ولم يزل الأئمة
الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه
عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت عدة من المشايخ
والأئمة منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن على الساجي يقولون: سمعنا جماعة من المشايخ
الثقات قالوا كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني إمام الأئمة الذي
طبق الأرض علمًا وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من قطعية الكرج إلى جامع المنصور يدخل
الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع ويقبل على من حضر ويقول اشهدوا على بأن القرآن
كلام الله غير مخلوق كما قاله الإمام ابن حنبل، لا كما يقوله الباقلاني وتكرر ذلك
منه جمعات فقيل له في ذلك، فقال: حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح ويشيع الخبر
في أهل البلاد أني بريء مما هم عليه ـ يعني