وقد ضرب الأمثلة عن بعضهم، فقال:
(فهذا أحدهم يكتب كتاباً يوزّع على عوام الناس
بالآلاف، يخصّص فيه صفحة كاملة بعنوان (العقيدة أولاً أم الحاكمية) فاصلاً فيه عن
العقيدة قضية هي من أهم قضايا العقيدة وتوحيد الألوهية.. فما الثمرة من هذا غير الجدال عن الطّغاة وصدّ كل من يعمل أو يتكلّم ضدّهم.. وذاك دكتور يشغل منصب رئيس قسم السند بالدراسات
العليا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يؤلف كتابا كاملاً لأجل هذه
الغاية، سمّاه (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل) ويشن فيه
الغارة بحكمته وعقله المعيشي المداهن على كل من يحارب كفرة الحكام ويجاهدهم.. وحاول بكل ما أوتي من جهد أن يبين أن طريقهم هذا خلاف منهج الأنبياء في الدّعوة إلى الله)[2]
ثانيا ـ
تكفير السلفية الحركية
المراد بالسلفية الحركية
السلفية التي حاولت أن تمزج بين توجهها السلفي والعمل الحركي لإقامة الدولة
الإسلامية، متأثرة في ذلك ـ بالدرجة الأولى ـ بما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وأبناءه وأحفاده من بعده من تأسيسهم مع آل سعود للدولة السعودية، ومتأثرة كذلك
بالإخوان المسلمين، وخصوصا بما كتبه سيد قطب مما يعتبرونه تكفيرا للحكام والأنظمة
والمجتمعات، ولهذا يطلق عليهم المخالفون لهم لقب القطبيين والحزبيين وغيرهما من
الألقاب.
وهؤلاء أيضا انقسموا إلى من
ينتهج المنهج السلمي في الدعوة، ومنهم من ينتهج