ثم بين الأساليب والإغراءات التي
يستخدمها حكام آل سعود لجلب العلماء والخطباء لنشر الفكر السلفي فقال: (فكم سمعنا
عن عالم أو خطيب أو داعية صادق صادع كان في بلده قبل أن يستقدم إلى هذه الدولة
الخبيثة، تهتز به المنابر وتسير إلى مجالسه وحلقه وخطبه الركبان، فما يلبث أن
يتعاقد للتدريس عندنا فيدخل (ثلاجة) العلماء، فما تكاد تسمع له بعد ذلك حسا فمنهم من يخنس وينكب على المشاغل الكثيرة والتكليفات الواسعة التي يشغلونه ويلبسون
عليه بها.. وينسى الصدع والدعوة وبيان الحق للناس وفضح الطغاة وطغيانهم، ويضيع ما تبقى من العمر في خدمة مؤتمرات أو إن شئت فسمّها مآمرات السلاطين وندواتهم ولجانهم وأوقاتهم وهيئاتهم وروابطهم التي هي في الحقيقة شيء قليل مما يلبس به الطّغاة على هذه الأمّة أمر دينها لصبغ دولتهم صبغة دينية
شرعية، وفي الوقت نفسه يوجهون الناس إلى الدين الممسوخ الذي يريدونه هم، لا الذي
يريده الله عزّ وجلّ والذي بعث من أجله رسله والذي أصل أصوله (لا إله إلا الله)
توحيد الله وموالاة أوليائه الحقيقيين والبراءة من الشرك – جميع صور الشرك وأنواعها - وعداوة أهلها.. فمن أولئك المشايخ والدّعاة من يبقى على هذه الحال يفني عمره خادماً مطيعاً وكلباً أليفاً وجندياً وفياً للطغاة ومخططاتهم شعر أو لم يشعر.. قصد أو لم يقصد.. فهذا هو واقع الحال)[1]
ثم بين الأدوار والوظائف التي
صار علماء السلفية العلمية يتولونها لخدمة الحكام، فقال: (فهذا هو الحاصل اليوم
وهذا هو الواقع لا يجادل في ذلك إلا مطموس البصيرة.. فإنّ القلب والله ليذوب حسرة وكمداً على ما آل إليه حال العلم والعلماء في هذا الزمان، وها نحن نرى طلبتهم يملؤون البقاع لا هَمَّ لهم إلا الجدال عن الطّغاة