وقد ذكر
الشيخ الهروي سلفه في هذا، فقال: (ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره
يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم
ومشائخنا)[1]
وإلى هذا
أيضا ذهب أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي
(المتوفى: 418هـ) وهو من مشايخهم الكبار المعتمدين، فقد قال في [شرح أصول اعتقاد
أهل السنة والجماعة]: (سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول
الله k والصحابة
والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة، وأنه أنزله على محمد k، وأمره أن يتحدى به، وأن يدعو الناس إليه، وأنه
القرآن على الحقيقة. متلو في المحاريب، مكتوب في المصاحف، محفوظ في صدور الرجال، ليس
بحكاية ولا عبارة عن قرآن، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب، بل هو صفة
من صفات ذاته، لم يزل به متكلما، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف
لمذاهب السنة والجماعة)[2]
ثم عقد فصلا
آخر خصصه للأشاعرة، فقال: (سياق ما روي في تكفير من قال: لفظي بالقرآن مخلوق)[3]
ثم ذكر الأئمة
الذين ذهبوا إلى هذا المذهب، فقال: (روي ذلك عن الأئمة. عن محمد بن إدريس الشافعي،
وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي ثور، وسويد بن
سعيد، وأبي همام الوليد بن شجاع، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وهارون بن موسى
الفروي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن