ويعتقدون في
الباطن أنه ليس فيها إلا الورق والمداد، ويظهرون تعظيم القرآن ويجتمعون لقراءته في
المحافل والأعرية، ويعتقدون أنه من تأليف جبريل وعبارته، ويظهرون أن موسى سمع كلام
الله من الله ثم يقولون ليس بصوت)[1]
ومثل هؤلاء جميعا الشيخ عبيد الله بن سعيد بن
حاتم السجزيّ (المتوفى: 444هـ) الذي ألف رسالة في تكفير من أنكر الحرف والصوت،
ويقصد بهم الأشاعرة بالدرجة الأولى، فقد قال ناقلا لقولهم في المسألة: (وقال أبو
محمّد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم[2]: (القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر
إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم،
والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفاً ولا صوتاً)[3]
ثم عقب عليه
بقوله: (ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا
أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة فيه جاهل غبي عند العرب)[4]
وهو بهذا ـ
كسائر السلفية ـ يكفرون كل من يقول بالكلام النفسي، لأن من مقتضياته أن الله تعالى
لم يتكلم بالحروف والأصوات التي ننطق بها عند قراءتنا للقرآن الكريم، وهذا هو قول
الأشاعرة كلهم متقدمهم ومتأخرهم.
وهكذا قال بعده
الشيخ أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي (المتوفى: 481هـ) في كتابه
في [ذم الكلام وأهله]، وهو كتاب مشحون بتكفير