ونفي الرؤية الحسية وغير ذلك
من العقائد مما رأينا تكفير السلفية للقائلين بها، والإباضية من جملة القائلين
بها.. ولذلك فهم يدخلون في دائرة التكفير السلفي المطلق لجميع المدارس العقدية كما
شرحنا ذلك في الفصل الأول.
بالإضافة إلى ذلك، فقد وردت
الكثير من التصريحات من السلفية المتأخرين من مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في
تكفير الإباضية، ومنها قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب: (والخوارج ما
عندنا أحد منهم حتى في الأمصار ما هنا طائفة تقول بقول الخوارج إلا الإباضية في
أقصى عمان ووقعوا فيما هو أكبر من رأي الخوارج وهي عبادة الأوثان ولا وجدنا خطك في
الخوارج إلا أن أهل هذه الدعوة الإسلامية التي هي دعوة الرسل إذا كفروا من أنكرها
قلت يكفرون المسلمين لأنهم يقولون لا إله إلا الله)[1])
وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
(فإنه بلغنا عن بعض الإخوان الساكنين بالساحل من أرض عُمان أن في جهتهم جهميةً
وإباضية وعباد قبور متظاهرين بمذاهبهم وعقائدهم، مظهرين العداوة للإسلام وأهله.
وذكروا أنه كان لديهم أناس ممن ينتسب إلى العلم والطلب يجادلون عنهم، ويوالونهم،
ويفرون إليهم، ويأخذون جوائزهم وصلاتهم، ويأكلون ذبائحهم. وهؤلاء الجهمية الذين
كانوا بالساحل من أرض عمان قد شاع ذكرهم وانتشر خبرهم، وظهر أمرهم من قديم الزمان.. حكم الجهمية، وعباد القبور
والإباضية وغيرهم من طوائف الكفر ممن قد نشأ في الإسلام، وبين أظهر المسلمين،
ويسمعون كتاب الله وسنة رسوله ويقرؤون فيهما. وكتب أهل الفقه وأهل الحديث)[2]