غال في تشيعه ويُطلق عليه
رافضي، فإنْ انضاف إلى ذلك السب والتصريح بالبغض فغـال في الرفض، وإنْ اعتقـد
الرجعـة إلى الدنيـا فأشـد في الغلو)[1]
وقال: (وقد كنت استشكل
توثيقهم الناصبي غالبا، وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه: (لا
يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق)، ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا
مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب
بالعكس، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخير في حب علي وبغضه ليس على
العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو إله، تعالى الله عن أفكهم والذي
ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل
النصر كان ذلك علامة نفاق وبالعكس. فكذا يقال في حق علي. وأيضا فأكثر من يوصف
بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن
غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا قتل
عثمان أو كان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم. ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت
أقاربه في حروب علي)[2]
بناء على هذا روى السلفية ـ
المتقدمون منهم والمتأخرون ـ الكثير من الروايات عن سلفهم الأول، باعتبار أقوالهم
فيهم نصوصا مقدسة لا يصح نقضها ولا نقدها ولا حتى توجيهها..
ومن أوائل تلك النصوص ما
يروونه عن علقمة بن قيس النخعي (62هـ) وقوله: