النور، فانفضَّ التبليغيُّون،
وخرجوا من المسجد، ولم يستمعوا إلى كلامه وموعظته.. وذكر أيضاً أن العالم المشار
إليه ألقى موعظة في مسجد صياف في الحرة الشرقية بالمدينة، فانفضَّ التبليغيُّون
ولم يستمعوا إلى كلامه وموعظته[1].
ومن القصص التي ذكرها [القصة
العاشرة] قصة أحد كبار العلماء في المدينة المنورة، حينما ذهب إلى المقر الرئيسي
للتبليغيِّين بدلهي في الهند، وأراد أن يلقي عليهم دروساً في بيان العقيدة السلفية
وتوحيد الألوهيَّة والتحذير من الشرك والبدع، وليبيِّن لهم وجوب الكفر بالطاغوت
ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأظهروا له الجفاء ومنعوه من الكلام في
مقرَّهم، ولما سألهم عن قبر إمامهم محمد إلياس الذي وضع الخطة التبليغيَّة - وكان
قبره في زاوية مسجدهم -؟ قالوا: إنه يبعد عن دلهي بمسافة مئة كيلومتر[2].
هذه نماذج عن القصص التي ذكرها،
وبسببها اتهمهم ببغض السنة والتوحيد.. وليس لمن يفعل ذلك من حكم سوى الكفر.
الوجه الثالث: انتماؤهم للطرق الصوفية
وهذا الوجه وحده كاف لتكفيرهم
عند السلفية جميعا، وبدون استثناء، لأن هذا الانتماء يتضمن ـ كما ذكرنا في الفصل
السابق ـ كل نواقض الإيمان بحسب تصوراتهم.
يقول التويجري: (وأما باب
السلوك؛ فإنهم فيه صوفية، والصوفية من شر أهل البدع.. وقد تعلَّق التبلغيون بأربع
طرق من طرق الصوفية، وهي: الجشتية، والسهروردية، والقادرية، والنقشبندية؛ فإلى هذه
الطرق الأربع يدعون الأعاجم ويبايعونهم عليها بدون تحفُّظ، ويدعون من انخدع بهم
ومال إليهم من جهال العرب وأغبيائهم إلى مبايعة عليها
[1] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص47.
[2] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص47.