وقد رد الكاتب على من يدافع
عنهم بحجة أن من السلفيين من تساهل معهم بذكره (أن هناك علماء آخرين قدحوا فيهم، والعبرة
بالحجة والدليل، والحجة ظاهرة – كما في هذا الكتاب - في أن هذه الجماعة جماعة بدعة وضلالة، بل دعاة شرك.. أن القادح والذام عنده زيادة علم
فقوله مقدم على غيره؛ لذا الذي نراه هو تراجع كثير من مادحيهم إلى القدح فيهم
ولا عكس.. أن هذا يرجع إلى مكرهم ودهائهم؛ لأنهم إذا جاءوا عند العالم أظهروا ما
يرضيه)[2]
وقد بين أن عمله هذا يندرج
ضمن الرد على أهل البدع، والذي هو منهج السلفيين أولهم وآخرهم، فقال: (الرد على
المخالف من أبرز سمات علماء السلف، وإن كنتَ في شك فانظر إلى كلام السلف الماضين
ومؤلفات الإمام ابن تيمية تجد أكثرها ردوداً كمنهاج السنة، ودرء تعارض العقل
والنقل، والاستقامة، والجواب الصحيح، والرد على البكري، ونقض التأسيس وهكذا. وإن
من أبرز مزايا الدعوة الإصلاحية لأئمة الدعوة النجدية الرد على المخالف من أهل
البدع، فلله درهم كم كشفوا من شبهة وفندوا من بدعة، وحموا من جناب التوحيد، وكسروا
من شوكة كل مبتدع عنيد)[3]
وقد ذكر أن له سنة بسلفه
الصالح من الأولين، ومواقفهم من أهل البدع، وحكى للاستدلال على ذلك عن أبي صالح
الفراء قال: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن، فقال: ذاك أستاذه – يعني الحسن بن حي – فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، أنا أنهى الناس