والوسائل غير المشروعة، وقد
أجاب فيها على سؤال مهم حول رجل من الصالحين أراد أن يدعو جماعة من المنحرفين إلى
الله، ولم ير حلا لذلك سوى (أن يقيم لهم سماعاً ـ أي غناء ـ يجتمعون فيه بهذه
النية، وهو بدف بلا صلاصل، وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابة، فلما فعل هذا تاب
منهم جماعة، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات، ويؤدي المفروضات،
ويجتنب المحرمات، فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه لما يترتب
عليه من المصالح مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلا بهذا؟)[1]
فمع أن السائل ذكر سوء حال
المدعوين قبل هدايتهم، وأنهم كانوا مرتكبين لذنوب كبائر متعدية كالقتل وسرقة المال
وقطع الطرق.. ومع أن الداعية الذي قام بذلك ـ كما ذكر السائل ـ كان شيخاً معروفاً
بالخير واتباع السنة.. ومع أنه قصد من فعله الخير.. ومع أنه لم يمكنه إلا اتخاذ
هذه الطريقة لهدايتهم.. ومع أنه لم يقع معهم في محرمات كبائر، وإنما دف بلا صلاصل
وغناء بشعر مباح بغير شبابة.. ومع أنه ترتب على هذه الطريقة مصلحة كبيرة وخير عظيم.
(ومع هذا كله لم تغلب ابن تيمية عاطفته ولم ينكسر لها، بل بنى فتواه على الأدلة
الشرعية والقواعد المرعية)[2] كما يذكر السلفية.. وهو التشدد
مع هذا لمخالفته السنة.
ولطول جواب ابن تيمية على
المسألة، وإيراده النصوص الكثيرة على ذلك، فسنختصر جوابه هنا لأهميته في بيان سبب
النظرة السلبية للسلفية لكل عمل إسلامي يقام، مهما انضبط بالضوابط الشرعية، فقد
قال: (.. والعمل إذا اشتمل على مصلحة