كمدرس ابتدائي في مدينة
الإسماعيلية عام 1927م وجد أن هناك اتجاهين في مدينة الإسماعيلية الاتجاه الأول هو
الدعوة السلفية دعوة الحق، والاتجاه الثاني هو الاتجاه الصوفي الذي ينتمي له حسن
البنا، وكانت الدعوة السلفية تنكر على الصوفيين بدعهم وأصبح الاتجاه الصوفي في
انحسار، فأدرك حسن البنا أنه لو دعا للصوفية التي يؤمن بها فسيكون في مواجهة
مباشرة مع الاتجاه السلفي وسيخسر كثيراً لذا فبدلاً من أن ينضم حسن البنا لأهل
الحق السلفيين وينكر بدع الصوفية اتجه حسن البنا لفكرة خبيثة وهي أن ينشأ اتجاهاً
ثالثاً يقول بالبعد عن مواطن الخلاف بين الطرفين بين أهل الحق السلفيين وبين أهل
الباطل الصوفيين، وهذا الاتجاه الثالث وهي جماعة الإخوان المسلمين هي في الواقع
نسخة معدلة من الصوفية أو هي صوفية معاصرة.. وبهذه الفكرة الجديدة الخبيثة لحسن
البنا وهي (جماعة الإخوان المسلمين) جعل حسن البنا الخلاف مع الرافضي الشيعي من
باب الخلاف السائغ الذي لا يجب الإنكار عليه فيه فحسن البنا جعل الخلافات مع
الرافضة من قبيل الخلافات التي يمكن تجاوزها)[1]
وهم لا يكتفون بهذا، بل يصورون
كل عمل اجتهادي تقوم به أي حركة من الحركات الإسلامية للدعوة إلى الله نوعا من
أنواع البدع التي أخذتها تلك الحركة عن الطرق الصوفية..
ومن الأمثلة البسيطة على ذلك ما
تقوم به الحركات الإسلامية من نشاطات فنية كالإنشاد والتمثيل وغيرهما، بغية تقريب
الدين للناس، وجذبهم إليه.
فهم في هذه المسألة متشددون جدا،
بل ألفوا المؤلفات في تحريم ذلك، وهم يستندون فيها لفتوى طويلة لابن تيمية [2] يفرق فيها بين
الوسائل المشروعة للدعوة،
[1] إثبات فساد منهج ودعوة حسن البنا
وجماعة الإخوان، ص102.
[2] طبعت هذه الفتوى ضمن مجموع الفتاوى
(11/620-635)وقد أفردت في كتيب صغير بعنوان: الطرق الشرعية والطرق البدعية في
المسائل الدعوية.