ينكرون علوَّ الله على خلقه،
ويزعمون أنه في كل مكان، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً)[1]
وهكذا ينظر السلفية إلى الإخوان المسلمين،
فهم في كل كتاب يتحدثون فيه عنهم لا يهتمون كثيرا بأخطائهم التي وقعوا فيها أثناء
ممارستهم للعمل الدعوي، فذلك لا يهمهم كثيرا، وإنما الذي يهمهم هو أن الشيخ حسن البنا
عند ذكره للعقائد كان متأثرا بالأشاعرة المعطلين للصفات والمنكرين للجهة، وقد قال
أحدهم في كتاب تكفيري خطير خصصه للإخوان المسلمين: (أما حسن البنا فمذهبه في صفات
الله تعالى أنه (أشعري مفوض) في صفات الله تعالى أي يثبت المعنى في ثلاث عشرة صفة
فقط أما باقي الصفات فيفوض في المعنى ولا يثبت معناها وهذا مذهب الأشاعرة المفوضة.
فحسن البنا أثبت في كتابه (العقائد) الصفات الثلاثة عشرة التي أثبتها الأشاعرة وهي
الصفات السبع التي تسمى صفات المعاني وأثبت الصفات الخمس التي تسمى الصفات النفسية
ثم أثبت صفة الوجود فهذه ثلاث عشر صفة من أثبتها بطريقة الأشاعرة يعتبر أشعريا.. فحسن
البنا أشعري يثبت الصفات السبع والصفات السلبية الخمسة والصفة النفسية، ثم بعد ذلك
اختار الطريق الآخر من طرق الأشاعرة وهو تفويض الصفات ثم دلس وألصق كل هذا بمذهب
السلف. فحسن البنا يرى بتفويض صفات الله تعالى ثم يتمادى ويدلس وينسب هذا بالباطل
لمذهب السلف)[2]
بل إنه يذهب ويرمي محاولة الشيخ
حسن البنا تهوين الخلاف بين السلف والخلف في تلك المسائل إلى أنه ارتكب بذلك أكبر
جريمة، فقال: (لا يكتفي حسن البنا بأنه يفوض في صفات الله تعالى، ولا يكتفي بأنه
يدلس وينسب مذهبه الباطل في
[1] القول البليغ في التحذير من جماعة
التبليغ، ص43.
[2] إثبات فساد منهج ودعوة حسن البنا
وجماعة الإخوان، ص107.