ينظر السلفية بريبة كبيرة إلى
كل العاملين في المجال الدعوي مهما اختلفت توجهاتهم ومذاهبهم وتياراتهم، فلهم
عندهم جميعا لقب واحد هو لقب المبتدعة، ما داموا لم ينضموا إلى الجماعة السلفية
التي تمثل وحدها الإسلام كما يزعمون..
وكل ذلك ينطلق من تلك النظرة
الطائفية المستكبرة التي يتعامل بها العقل السلفي مع كل الأمور.. فهو في هذا
المجال أيضا لا يرضى أن يوجد في البيئة الإسلامية أي منافس له، لأنه لا يريد إلا
أن يكون وحده في الساحة، وأن يكون وحده ممثلا للإسلام.
وقد عبر عن هذا المعنى الشيخ
صالح الفوزان عندما سئل: (يزعُم بعض الناس أنَّ السلفية تعتبر جماعة من الجماعات العاملة على
الساحة، وحكمها حكم بقية الجماعات، فما هو تقييمكم لهذا الزعم؟)
فأجاب بقوله: (الجماعة السلفية
هي الجماعة التي على الحق، وهي التي يجب الانتماء إليها والعمل معها والانتساب
إليها، وما عداها من الجماعات يجب أن لا تعتبر من جماعات الدعوة لأنها مخالفة إلا
إذا انضمت إلى هذه الجماعة السلفية، أما إذا استمرت مخالفة فلا نتبعها وكيف نتَّبع
فرقة مخالفة لجماعة أهل السُّنة وهدي السلف الصالح.. ما خالف للجماعة السلفية فإنه
مخالف لمنهج الرسول k مخالف لما كان عليه الرسول k وأصحابه، فقول القائل: إن الجماعة السلفية واحدة من الجماعات
الإسلامية، هذا قول غلط، لأن الجماعة السلفية هي الجماعة الوحيدة التي يجب اتِّباعُها
والسير على منهجها والانضمام إليها والجهاد معها لأنها الجماعة الأصيلة وما عداها
فهي جماعة اصطلاحية تضع لها منهجاً اصطلاحياً، فما عدا الجماعة السلفية فإنه لا يجوز
للمسلم أن ينضم إليه، لأنه مخالف،فهل يرضى إنسان أن ينضم إلى المخالفين..