ومن يتول الكافرين فمثلهم ولا شك في
تكفيره عند من عقلْ
ومن قد يواليهم ويركن نحوهـــــــــم فلا
شك في تفسيقه وهو في وجـــلْ
ولعل هذا الموقف هو الذي جعل ابن باديس المتأثر بالوهابية لدرجة كبيرة جدا، يختلف
مع أكثر علماء الأمة في الموقف من كمال أتاتورك حين أثنى عليه حيا وميتا، فقد رثاه بعد
موته بهذه الكلمات التي لم يرث بمثلها غيره، فقد قال: (في السابع عشر من رمضان
المعظم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشرية في التاريخ الحديث، وعبقري من أعظم
عباقرة الشرق، الذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب، فيحولون مجرى التاريخ
ويخلقونه خلقاً جديداً ذلك هو مصطفى كمال بطل غاليبولي في الدردنيل وبطل سقاريا في
الأناضول وباعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى والعز والسمو)[1]
وقد برر ابن باديس هذا الموقف بقوله: (إن الإحاطة بنواحي
البحث في شخصية أتاتورك (أبي الترك) مما يقصر عنه الباع، ويضيق
عنه المجال، ولكنني أرى من المناسب أو من الواجب أن أقول كلمة في موقفه إزاء
الإسلام. فهذه هي الناحية الوحيدة من نواحي عظمة مصطفى أتاتورك التي ينقبض لها قلب المسلم ويقف متأسفاً
ويكاد يولي مصطفى في موقفه هذا الملامة كلها حتى يعرِّف المسؤولين الحقيقيين الذين
أوقفوا مصطفى ذلك الموقف فمن هم هؤلاء المسؤلون؟... المسؤولون هم الذين كانوا
يمثلون الإسلام وينطقون باسمه، ويتولون أمر الناس بنفوذه، ويعدون أنفسهم أهله
وأولى الناس به)[2]
ثم يحدد هؤلاء، والذين اعتبر أتاتورك بالرغم من توجهه العلماني أو الإلحادي
أفضل