التصوف: هو الخلق فمن زاد
عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف)[1]
وقال معلقا على قول الجنيد: (المريد
الصادق غنى من العلماء)، وقوله: (إذا أراد الله بالمريد خيرا أوقعه إلى الصوفية
ومنعه صحبة القراء): (قلت: إذا صدق المريد وصح عقد صدقه مع الله، فتح الله على
قلبه ببركة الصدق وحسن المعاملة مع الله ما يغنيه عن العلوم التى هي نتائج أفكار
الناس وآرائهم وعن العلوم التى هى فضله ليست من زاد القبر)[2]
وقال معلقا على قول الشافعي:
(صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون: الوقت سيف فان قطعته
وإلا قطعك، ونفسك أن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل): (قلت: يا لهما من
كلمتين، ما أنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلهما ويقظته، ويكفي في هذا ثناء
الشافعي علي طائفة هذا قدر كلماتهم)[3]
وهكذا نرى الذهبي يثني على
الكثير من الصوفية أثناء ترجمته لهم، بل يعتبرهم من أهل الحديث، ومن ذلك قوله في (ابن الإعرابى): (الإمام
الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد احمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري
الصوفي صاحب التصانيف وكان ثقة ثبتا عارفا ربانيا كبير القدر بعد الصيت)[4]
وقال في (غندر): (وإما غندر
الثالث فهو صوفي محدث جوال، لقي الجنيد وطبقته وكتب الحديث وسكن مصر)[5]